الملتقى الدولي الأول حول :التعليم الجامعي والبحث العلمي بالمغرب العربي في عصر العولمة

نظم مخبر الدراسات التاريخية والسوسيولوجية للتغيرات الاجتماعية والاقتصادية بجامعة  محمد بوضياف بالمسيلة، تحت رئاسة الدكتور احمد رواجعية الملتقى الدولي الأول ”التعليم الجامعي والبحث العلمي بالمغرب العربي في عصر العولمة” وذلك يومي 1617 ديسمبر 2013

خرج المشاركون في الملتقى من أساتذة و باحثين مختصين  في العلوم الاجتماعية و الإنسانية و الذين قدموا عروضا حول مكانة المغرب العربي في عالم العولمة بجملة من التوصيات التالية:

التوصيات الختامية

التوصيات الختامية

أولا: يجب أن يكون التعليم العالي و البحث العلمي في خدمة التطور الاقتصادي و ربط هذين الميدانين يشكل الشرط الأساسي لصعود المغرب العربي و اندماجه الايجابي و الفعال في عالم العولمة الذي يتسم بالمنافسة العلمية و الاقتصادية بين مختلف البلدان و كذا بجودة التدريس و البحث العلمي .

ثانيا: يجب تجنب التقليد الأعمى للمفاهيم الواردة من الغرب و الاعتماد على الذهن النقدي المحلي، أي الذهن المغربي ،و الرامي إلى غربلة الأفكار و استعمالها المفيد في صياغها الموضوعي .

  ثالثا: ربط النظرية بالممارسة ثم ربط الجامعة بالمؤسسات الاقتصادية و العكس صحيح

 رابعا: ينبغي على الطلبة أن يتعلموا اللغات الاجنبية من أجل استخدامها في عملهم الفكري و الثقافي، لأن في عصر العولمة يستحيل الاعتماد على لغة واحدة لأن التمسك بهذه الأخيرة يعني الانطواء على النفس و رفض الإنفتاح على الآخر.

خامسا: لا بد من التخلص من عقدة النقص من طرف الطلبة و الباحثين المغاربة فيما يتعلق باستعمال اللغات الأجنبية بصورة عامة و اللغة الفرنسية بصفة خاصة، لأن فكرة الاكتفاء الذاتي هي فكرة خاطئة و لا تخدم التطور الاقتصادي و التكنولوجي في المغرب. فاللجوء إلى اللغات المختلفة أصبح شيء ضروري و أساسي في التبادلات التجارية و التقنية على الصعيد العالمي.

  سادسا: لا بد من الآن و صاعدا الأخذ بعين الاعتبار العامل التطبيقي و المهني في ممارسة التعليم الجامعي و البحث العلمي لأن الشهادة من أجل الشهادة تفقد من معناها و من فعاليتها إذا لم تكن مربوطة بصورة وثيقة بالعمل و الممارسة المباشرة في الميدان.

  سابعا: الخروج من التبعية الفكرية و الاقتصادية و السياسية يفرض علينا الاعتماد على النفس و الاستعمال العقلاني و المنهجي لمواردنا المادية و البشرية و ليس الاعتماد على التقليد و نقل المفاهيم بطريقة فوضوية و عمياء. مثلا: أن تطبيق نظام LMD المستورد من أوروبا في الفضاء المغاربي يعكس بصورة أصدق هذا التقليد الأعمى الذي يتحدث عنه ابن خلدون في كتابه المشهور ”المقدمة”.

  ثامنا: إن حب الاستطلاع و دراسة اللغات الاجنبية و استعمالها من اجل تحقيق المشاريع الوطنية تشكل ايضا ”جواز السفر” كما قال الباحث نور الدين أحمد طويل الذي يسمح لنا بالتواصل و التبادل الفكري و الاقتصادي مع الآخر في عالم يتسم بكثافة وتنوع التبادلات تحت أشكالها المختلفة بين مختلف الأمم.فان الانغلاق على النفس يعني العزلة التامة ثم الركود ثم الانحطاط بكل ما تعنيه كلمة من معنى.

 تاسعا: ينبغي إعطاء الأهمية للعمل الجماعي القائم على التعاون و تبادل الأفكار و المعلومات و الآراء حول القضايا العلمية تحت جوانبها المختلفة، ويستحيل الوصول إلى نتائج إيجابية ملحوظة إنطلاقا من النشاط الفردي المعزول. وقد لاحظ الجميع بأن العمل الجماعي لا يحظى في المغرب بالأهمية الكافية كما هو الحال في الغرب.

 عاشرا: إن الهوية ذات الأفق الضيق و التي تعطي أهمية مبالغ فيها لحب النفس و العرق و الجنسية هي في الواقع تؤدي الى مأزق حضاري و تناقض تماما مع مفهوم الانفتاح و مفهوم الاجتهاد الذي ينادي به فقهاء الإسلام و المفكرون العظماء مثل :” ابن رشد” و” ابن خلدون.”

 الحادي عشر: لا احد في العالم لا في الغرب و لا في الشرق ينكر الصفة العلمية للغة العربية و لا احد ينكر مساهمتها الفعالة في تطور العلوم الطبيعية التي استعانت بها اوروبا المسيحية ، لكن في الظروف التاريخية الراهنة أصبحت لغة ضعيفة في التأثير و الاستعمال لسبب العرب الذين جعلوا من هذه اللغة السامية لغة الشعر و الأدب و التقاليد و العبادات الدينية المحضة و كأن وظيفتها تقتصر عن هذه العوامل. فالواقع أن العرب و المسلمين هم الذين جعلوا من هذه اللغة لغة المدح و الطرب و ”البندير” و ذكر الأولياء الصالحين. ط

 

و في الأخير أكد جميع المتدخلين على أهمية التضامن و التكامل بين مختلف الاختصاصات في العلوم الاجتماعية و الإنسانية و العلوم الطبيعية و الدقيقة و ذلك من اجل إلغاء فكرة التنافر بين مختلف تخصصات هذه العلوم لأن الحواجز القائمة بينها إعتباطية ولا شيء يبررها منطقيا. لأن العلم واحد.


WordPress Lightbox Plugin
Verified by MonsterInsights