الملتقى الدولي حول:التغير السياسي في ظل الراهن الدولي:الرهانات والتحديات.

إن دراسة التحديث والتنمية السياسية قد أفرزت اهتماما بصياغة نظريات – أكثر عمومية- للتغير السياسي، بحيث أصبح تحليل التغير السياسي يمثل بؤرة اهتمامات وكتابات علماء السياسة، بصرف النظر عن أي علاقات قد تربطه بالعمليات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للتحديث، أو باهتمامات أو توجهات غائية Teleological والتي تسيطر على أغلب الكتابات في التنمية السياسية. موضوع التغير السياسي يتقاطع مع اهتمامات النخب الأكاديمية والسياسية في نفس الوقت. ومكمن هذا الاهتمام أنه يمدنا بالاستبصارات التي نضجت أكاديميا وسياسيا، بحيث أن تجارب التغير التي حدثت أسست لافتراضات عامة قد تكون مستقرة في أدبيات السياسة المقارنة. فعلماء السياسة قد انتقلوا من التركيز على النظام السياسي إلى التحليل المقارن للنظم السياسية الحديثة والتقليدية. وإلى اهتمام أكثر وضوحا بالعملية التاريخية المتميزة للتحديث، وإلى صياغة للمفاهيم المرتبطة بالتنمية السياسية، وبعدئذ العودة إلى مستوى أعلى من التجريد الموجه إلى نظريات التغير السياسي. إن التحول من النظرية الستاتيكية إلى نظرية ديناميكية لها سماتها العديدة المتميزة في دراسة التغير السياسي قد فرضته بإيجاز تلك المحاولات التي ركزت على التطور التاريخي في دراسة التحديث. حاليا هناك إجماع على أن موجات التغير السياسي في أمريكا اللاتينية وأوروبا الجنوبية والشرقية قد أسست لإستراتيجيات مشتركة بدرجة أن Lorry Diamond .Dahl-Guy Hermet R والكثيرين بدأ يؤسس لعلمي التحول والترسيخ. ومعنى هذا أن التغير السياسي أو الانتقال بشكل عام أصبح مؤطرا وقابلا للملاحظة العلمية، وبالتالي يمكن تصنيف التجارب بناء على معايير واستراتيجيات ثابتة. لذا تكمن أهمية هذا الموضوع في الوقوف على طرق التغير وتقسيمها حتى يمكن الوثوق في أي محاولة أو حالة للانتقال.