كتاب الرومنة: الرومنة والتدين في شمال افريقيا
الناشر: ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر 2018
المؤلف: عبد الحميد عمران أستاذ التعليم العالي
التخصص: تاريخ قديم
قسم التاريخ
كلية العلوم الانسانية والاجتماعية
جامعة محمد بوضياف المسيلة
انتشرت العديد من الديانات الوثنية في شمال افريقيا محلية وأخرى وافدة إلى المنطقة خاصة تلك الوافدة مع الفينيقيين ومن مصر واليونان ومع المحتل الروماني.
والملاحظ أن المعبودات الوثنية كانت قد انتشرت في معظم فيشمالافريقيا، وتجلى ذلك من خلال المقابر والبقايا الأثرية، معبودات محلية ووافدة مع الهجرات المتنوعة .
مع منتصف القرن الثاني للميلاد بدأت النصرانية تفد على منطقة شمال إفريقيا وتتركز بأهم المناطق الحضرية بالخصوص كمدن قورينة وقرطاج ثم سرتا، كديانة توحيد معادية لعبادة الإمبراطور– الديانة الرسمية للإمبراطورية الرومانية- مما جعل السلطة الزمنية تكن لها العداء وتستخدم كل الوسائل لمحاربتها والقضاء عليها .
لقد صاحب تلك البداية حركة اضطهاد واسعة في صفوف المنتصرين وخصوصا في قرطاج وسرتا، وكان أغلب المضطهدين من الفئات الفقيرة من المجتمع الروماني ومن بعض الأهالي الذين اعتنقوا هذا الدين الجديد ووجدوا فيه راحتهم الإنسانية،
لقد تقوت دعائم النصرانية شيئا فشيئا بضم العديد من الأتباع، وبالمقابل كان القلق يتزايد في نفوس القائمين بأمر الإمبراطورية الرومانية، والذين لم يستطيعوا وقف انتشارها، الذي كان ينمو في نفوس الناقمين على السلطة الرومانية ويرون في ذلك إحدى أشكال الانتقام من نظام الاحتلال الروماني الذي عمل بكل طاقته من أجل تكريس عبادة الإمبراطور في كامل أرجاء الإمبراطورية الرومانية، وهذا لا يعني أن سكان المغرب القديم قد اعتنقوا جميعا الديانة النصرانية، بل أن هذه الأخيرة قد تواجدت بالخصوص في أهم الحواضر وما يدل على هذا التوجه أن الاضطهادات القاسية قد جرت في قرطاج، وذلك في “أبتينا” سنة 180م .