مؤلفات الكلية : سؤال الاخلاق في الفكر العربي المعاصر للدكتور بوزبرة عبد السلام
بداية نؤكد على أن الأخلاق تشكل ركنا أساسيا من أركان الوجود الاجتماعي،
ونسقا حيويا في نسيج الحياة الإنسانية المعاصرة. فالأخلاق نظام من القيم يوجه حياة
الفرد وينهض بها إلى أرقى مستوياتها الإنسانية. والإنسان لا يحقق جوهره الإنساني
إلا في صورته الأخلاقية، لأنه الكائن الوحيد الذي يكبح رغباته ونزواتهمن أجل
السمو الأخلاقي، وسعيا منه إلى تجسيد قيم الحق، والخير، والجمال والشرف،
والكرامة، والإيثار، والتسامح، والشجاعة، وكل القيم والفضائل التي تشكل جوهر
الحياة الأخلاقية وغايتها وقاصدها السامية في كل المجتمعات منها المجتمع العربي.
في هذا السياق يكاد يُجمع أغلب الدارسين والمؤرخين على أن الفلسفة الأخلاقية في
الثقافة العربية والإسلامية تكاد تكون أقل فروع الفلسفة حظا من العناية والاهتمام
بالبحث والدرس والتحليل، وأنه ليس هناك مذاهب أخلاقية في الفكر العربي
المعاصر، معللين ذلك اكتفاء العرب بتعاليم القرآن والحديث عن النظر في المسائل
الأخلاقية من جهة. ومن جهة أخرى استنفاذ المفكرين العرب والمسلمين الأوائل كل
موضوعات المسألة الأخلاقية وما تعالق بها من قضايا جانبية، وكأن لسان حال الفكر
